تناولت هذه الدراسة موضوع بؤر الفقر والبطالة وارتباطها بالخصوبة المرتفعة في الأردن، هادفة إلى توضيح مفهوم كل من الفقر والبطالة والخصوبة، وتحليل الخصائص الديموغرافية، والاجتماعية، والاقتصادية لسكان بؤر الفقر، واستخلاص دور الخصوبة في انتشار ظاهرتي الفقر والبطالة في هذه البؤر، وتحليل التباين المكاني لظاهرة الفقر، في المنطقة المدروسة، وأخيرا اقتراح استراتيجيات مناسبة للحد من ظاهرتي الفقر والبطالة في الأردن في ضوء نتائج الدراسة.
وتم تطبيق بعض الأساليب الاحصائية لفهم العلاقة الارتباطية بين الخصوبة وكل من الفقر والبطالة، واظهار مدى تفاوت مستويات الفقر في منطقة الدراسة.ومن هذه الأساليب: أسلوب كل من الانحدار البسيط والانحدار المتعدد لقياس أثر المتغيرات المستقلة على تباين المتغير التابع، وأسلوب التحليل العنقودي الذي يهدف إلى تصنيف مستويات الفقر إلى فئات متفاوتة داخل المنطقة المدروسة.
وقد كشفت هذه الدراسة عن كبر حجم الأسر الناجم عن ارتفاع الخصوبة الكلية التي تصل في المتوسط إلى (5.2) مولود خلال الفترة الانجابية للمرأة، كما كشفت عن تدني مستوى الدخل لدى غالبية الأسر بفعل تدني الأجر ومحدودية مصادر الدخل، إضافة إلى انخفاض المستوى التعليمي وارتفاع نسبة الأمية وبخاصة في المناطق الريفية من بؤر الفقر.
وتبين من خلال تحليل الارتباط الأحادي أن هناك علاقة ارتباطية قوية بين الخصوبة والفقر، إذ بلغت قيمت معامل الارتباط (0.82) ، كما بلغ معامل التفسير لنموذج الانحدار ( R²) (0.673)، وكانت العلاقة ذات دلالة احصائية على مستوى ثقة (0.05).
كما تبين من خلال تطبيق أسلوب الانحدار المتعدد على المنطقة المدروسة وجود أربعة متغيرات مستقلة ذات دلالة احصائية قوية عند مستوى ثقة (0.05) ، وقد فسرت هذه المتغيرات مجتمعة (0.84) من تباين المتغير التابع، وكانت هذه المتغيرات هي: معدل الخصوبة، وحالة القادرين على العمل، والمستوى التعليمي، والحالة الزواجية. وقد فسر متغير معدل الخصوبة نحو (0.70) من التباين في قيمة الدخل بين الأسر في بؤر الفقر.
وأوضح التحليل العنقودي وجود ثلاث طبقات بين سكان بؤر الفق، وهي : طبقة الفقراء الميسورين وتوجد في أم الجمال والجفر، وطبقة الفقراء المدبرين وتوجد في الضليل والحسينية وبيرين والمريغة والأزرق والرويشد، وطبقة الفقراء المعدمين وتوجد في سما السرحان وحوشا ودير علا وأم الرصاص والهاشمية والجيزة والصالحية ودير الكهف والشونة الجنوبية والقويرة وغور الصافي.
وفي ضوء النتائج التي توصلت إليها الدراسة تم تصميم خطتين لمكافحة الفقر والبدء بتنفيذهما عمليا، احداهما خطة علاجية لمقاومة الفقر على المدى القصير، والثانية خطة وقائية على المدى البعيد. وقد أطلق على الخطة الأولى خطة السيطرة على الخصوبة البشرية، بينما أطلق على الخطة الثانية خطة التنمية البشرية المستدامة.