اليوم العالمي للإيدز

 

يُصنف الأردن بين دول العالم التي عدد من أُصيبوا بالإيدز فيها متدني جداً

يصادف الأول من كانون الأول 2024 اليوم العالمي للإيدز، ويصدر المجلس الأعلى للسكان بهذه المناسبة هذه الإحاطة الإعلامية بالاستناد إلى المعرفة والأدلة العلمية والمعلومات الرقمية، بهدف تنوير الجمهور ووسائل الإعلام بالحقائق عن هذا المرض وسبل تجنبه، تماشياً مع التزام الأردن بالأجندة العالمية للتنمية المستدامة، إذ جاء تحت الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة وضع نهاية للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب بحلول عام 2030.

لذا قام المجلس الأعلى للسكان بهذه المناسبة بإطلاق ونشر ورقة عن هذا المرض متضمنة حقائق علمية وإحصاءات رقمية عنه، قام باعدادها المجلس بمشاركة اعضاء من لجنة الخبراء الممارسين من وزارة الصحة ومركز سواعد التغيير لتمكين المجتمع .

ووفقاً للمعطيات الوبائية يعتبر الأردن والحمد لله من الدول ذات معدل انتشار منخفض جداً للإيدز، حيث لا يتجاوز هذا المعدل حالة واحدة لكل 100 ألف نسمة، وحسب التقارير الإحصائية السنوية لوزارة الصحة عن الأمراض السارية والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، تم الإبلاغ عن أول إصابة بالإيدز عام 1986 ومنذ تلك السنة وحتى نهاية عام 2023، بلغ العدد التراكمي للإصابات التي سُجلت في 37 سنة (628) حالة بين الأردنيين و(1347 (بين غير الأردنيين. ومن الجدير بالذكر هنا أن نشير إلى ارتفاع كلفة الأدوية التي تقدمها وزارة الصحة للمتعايشين مع هذه المرض والتي تبلغ نحو ألف دينار شهرياً للشخص المتعايش الواحد. وفيما يتعلق بالوفيات بين الأردنيين بسبب هذا المرض، فقد بلغ العدد التراكمي للمتوفين (173 حالة وفاة) للفترة 1986-2022.

وتتضمن التقارير الإحصائية السنوية لوزارة الصحة معلومات عن عدد الإصابات السنوية الجديدة بفيروس العوز المناعي البشري المكتسب حسب عمر وجنس المصاب وجنسيته وأين وقعت الإصابة وطريقة انتقال الفيروس إلى المصاب. لقد تسبب الاتصال الجنسي بنحو 72% من أسباب العدوى بالفيروس ليكون بذلك السبب المباشر الأول للعدوى. إن نحو 54% من إجمالي عدد المصابين الأردنيين للفترة 1986-2022 انتقلت العدوى إليهم داخل الأردن، وأكثر من نصف حالات إصابتهم كانت نتيجة الاتصال الجنسي بين رجل وامرأة، وخمسها كانت من خلال الاتصال الجنسي بين رجل ورجل.

أما حسب عمر المصابين، فقد تركزت الإصابات بعدوى هذا الفيروس للفترة 1986-2023 في الفئة العمرية 20-39 سنة، فقد شكلت ما نسبته 61% من الإصابات بين الذكور ونحو 57%% بين الإناث. وللوقاية من العدوى بهذا الفيروس يجري الاهتمام بتقصي وقياس معرفة المواطنين المستهدفين بطرق انتقال هذا المرض المعدي، والمعرفة لا تعني السماع عن هذا المرض، فنسبة السماع عالية جداً في الأردن، لكن المعرفة الشاملة حسب تقرير مسح السكان والصحة الاسرية لعام 2023 تشمل معرفة الشخص الاستخدام الملائم للواقي الذكري اثناء المعاشرة الجنسية، ومعرفة اقتصاره على شريك واحد غير مصاب يمكن ان يقلل من فرص الاصابة بفيروس الايدز، ومعرفة ان الشخص ذو المظهر الصحي يمكن ان يكون مصابا بفيروس الايدز، ورفض المفهومين الخاطئين الاكثر شيوعا حول انتقال فيروس الايدز او الوقاية منه (يمكن ان ينتقل فيروس الايدز عن طريق البعوض ويمكن ان يصاب الشخص بالعدوى عن طريق مشاركة الطعام مع شخص مصاب). وأظهرت نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2023 أن نسبة من لديهم مثل هذه المعرفة بطرق انتقال الفيروس، وبطرق الوقاية منه، كانت متدنية جداً بين الشباب في الفئة العمرية 15-24، فقد بلغت بين  الشابات الأردنيات ممن سبق لهن الزواج نحو 11% وبين الشباب الاردنيين بغض النظر عن حالتهم الزواجية نحو 22%، مما يتطلب تنفيذ مزيد من الجهود لزيادة معرفة الجمهور المستهدف بطرق انتقال الفيروس أي بطرق الوقاية منه. يضاف إلى ذلك كانت معرفة الرجال والنساء بوجود أدوية خاصة تقلل من احتمال انتقال الفيروس من الأم الحامل إلى جنينها متدنية أيضاً.

وتشير نتائج مسح السكان والصحة الأسرية 2023 إلى نسبة مرتفعة بين الرجال والنساء لديهم مواقف تمييزية تجاه الأشخاص المصابين بالفيروس المسبب للإيدز؛ بلغت 91% بين الرجال والنساء على حدٍ سواء، ومثل هذه المواقف التمييزية وجدت في دول أخرى أيضاً، وترجع إلى الخوف من الإصابة بهذا الفيروس القاتل بتجنب الاختلاط والتعامل مع شخص مصاب قد يكون أحياناً من الأسرة، رغم أن هذا الفيروس لا ينتقل بالاختلاط العرضي كمصافحة المصاب أو الجلوس إلى جانبه أو مشاركته الطعام وغير ذلك. وتعرقل المواقف التمييزية ضد المتعايشين مع الفيروس جهود الحماية من الإصابة بالفيروس وقد تتسبب في زيادة فرص انتقاله، إذ يلجأ المصابون بالفيروس بسبب الخوف من الوصم والتمييز إلى التردد في السعي للحصول على الرعاية وتلقي العلاج.

ويحقق العالم نجاحات متواصلة في العديد من الأقاليم في خفض أعداد حالات الإصابة الجديدة والوفيات بسبب الإيدز، لكن تبين منظمة الصحة العالمية، أن إقليم الشرق الأوسط سجل ارتفاعاً في عدد الإصابات الجديدة، فقد ارتفعت بنسبة 116% عند مقارنة عام 2023 بعام 2010، كما كانت نسبة الانخفاض في عدد الوفيات في الإقليم الأقل بين أقاليم العالم.