الأربعاء 3-8-2022
أطلق المجلس الأعلى للسكان نتائج دارسة" التقاطع ما بين الصحة النفسية وصحة الأمهات حول الولادة لدى اللاجئات السوريات المتزوجات ما دون سن ال 18، وذلك خلال اللقاء الذي عقد اليوم الأربعاء بمشاركة الجهات الوطنية ذات العلاقة.
هدفت الدراسة التي أعدها المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع الجامعة الأردنية وجامعة ادنبره-اسكتلندا وجامعة غرب اسكتلندا، وبدعم من المجلس العربي للعلوم الاجتماعية ضمن برنامج "الصحة وسبل المعيشة في المنطقة العربية: الرفاه والهشاشة والنزاع" بدورته الأولى (2020- 2022) الممول من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (SIDA)، إلى فهم وجهات نظر المراهقات والأمهات السوريات فيما يخص تجاربهن مع زواج الأطفال في سياق الصراع والنزوح، واستكشاف الدوافع التي تزيد من تعرض الشابات المتزوجات مبكراً لسوء الصحة الجنسية والإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي.
وبين أمين عام المجلس الأعلى للسكان الدكتور عيسى المصاروه انه تم إجراء الدراسة ضمن مرحلتين الأولى تمثلت بعقد مجموعات نقاشية مركزة بمشاركة الجهات ذات العلاقة أي أصحاب المصلحة، أما المرحلة الثانية فقد تم استخدام نهج الاستقصاء النوعي ليعكس الأصوات الداخلية للاجئات السوريات اللواتي تعرضن للزواج قبل سن 18 عاماً.
وأظهرت نتائج الدراسة أن أصحاب المصلحة عبروا عن مواقف سلبية متعددة نحو زواج الأطفال، فأشاروا إلى أن زواج الأطفال يعد شكلاً من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي والذي قد يؤدي إلى عواقب "جسدية واجتماعية ونفسية" ضارة.
كما بينت النتائج أيضاً ومن خلال مراجعة الادبيات أن زواج الأطفال بين النساء السوريات كلاجئات في الأردن يمكن أن يُعزى إلى عوامل أيديولوجية واقتصادية وقانونية وأمنية وشخصية، مثل (حماية شرف الفتاة، والصعوبات الاقتصادية، وقصور القانون، والمخاوف الأمنية، والتفكك الأسري، والتحول في الشبكات الاجتماعية) التي ترتبط ارتباطاً وثيقًا بالنزاع السوري بالإضافة إلى أزمة اللاجئين التي تلت ذلك.
ومن خلال إجراء مقابلات مع لاجئات سوريات تعرضن لزواج الأطفال، ظهر أن أبرز العوامل التي تؤدي إلى زواج الأطفال، ضغط أفراد الاسرة على الفتاة للزواج قبل سن 18 عاماً، وهروب الفتيات من المآسي التي مرت بهن، والافتقار إلى الفرص الاقتصادية، فبالنسبة إليهن فإن الزواج في سن أصغر سيؤدي لتحسين ظروفهم المعيشية والانتقال من بيئة المخيم الضيقة ومن خلال مسار قانوني.
بصورة عامة كشفت الدراسة أن لزواج الأطفال عواقب ضارة متعددة، فعادة ما تتعرض النساء المنخرطات في زواج الأطفال لأشكال مختلفة من الإيذاء الجسدي، وتحدث انتهاكات أمام الأطفال وأفراد الأسرة الآخرين والجيران مما يترك النساء في خجل كبير، إلى جانب شيوع العنف الجنسي الأسري، حيث كانت التجارب الجنسية للمبحوثات اللاتي تمت مقابلتهن مؤلمة وقسرية وأشارت المشاركات في المقابلات إلى تعرضهن للإكراه الإنجابي على نطاق واسع.