عقد المجلس الأعلى للسكان اليوم الأحد ورشة عمل تعريفية لأعضاء وعضوات الهيئة التدريسية في الأقسام المعنية بالجامعات الرسمية، حول دور المجلس في العمل على قضايا السكان والتنمية والصحة الإنجابية على مستوى وطني واقليمي.
وبينت مساعدة الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان رانيا العبادي أن المجلس يلعب دوراً مهماً كجهة وطنية مرجعيّة لكافة القضايا والمعلومات السكانية المتعلقة بالتنمية ويساهم في وضع السياسات والإستراتيجيات وخطط العمل، والتي تهدف إلى توفير بيئة ملائمة وداعمة للسياسات والقضايا السكانية في الأردن للوصول إلى ذروة الفرصة السكانية والمساهمة في رفاه المواطنين، مبينة أن عمل المجلس يستند إلى تشخيص الوضع القائم والاستجابة للاستراتيجيات الوطنية والقطاعية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، والاستجابة كذلك لالتزامات الأردن في مقررات المؤتمرات الإقليمية والعالمية وتوصيات متابعتها، والبناء على الدروس المستفادة.
وأشارت العبادي أن رؤية المجلس تتمحور في أن يكون البعد السكاني عنصراً أساسياً في التنمية لضمان الاستثمار الأمثل للفرصة السكانية وتحقيق رفاه المواطن الاردني، كما يركز المجلس في برامج عمله على تحقيق نمو مستدام وعادل يرتكز على التخطيط من منظور سياسات الفرصة السكانية، والاستجابة لأبعاد الهجرات القسرية والطوعية، وتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ، وتدعيم الصحة الجنسية والانجابية ضمن منظومة حقوق الانسان، إلى جانب ادماج البعد السكاني ضمن الخطط الوطنية التنموية، وذلك من خلال العمل وفقاً لثلاث مستويات تتمثل في (البيئة الممكنة من سياسات واستراتيجيات وخطط وطنية، المستوى المؤسسي من نظم وقدرات وبيانات، المستوى الفردي والمجتمعي من توعية وبناء قدرات وتحفيز).
وبينت مديرة البرامج في المجلس الأعلى للسكان الدكتورة سوسن الدعجة أن المجلس وبالتعاون مع الشركاء المعنيين وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان اعتمد في بناء الإستراتيجية الوطنية للسكان للأعوام (2021-2030) على أربعة محاور والتي تتمثل، بمحور الصحة والصحة الإنجابية والجنسية، المحور الاقتصادي الاجتماعي، محور المرأة والشباب، ومحور الهجرة واللجوء والأزمات.
وأشارت أن الإطار المفاهيمي للإستراتيجية استند إلى نظرية التغيير التي توضح كيفية ترابط مجموعة من النتائج على المدى القصير والمتوسط تمهيداً للوصول إلى هدف بعيد المدى من خلال أربعة أبعاد تمثلت في أربعة مراحل أيضاً وهي، "مرحلة البناء" والتي تعنى في تطوير السياسات السكانية ذات العلاقة بكل محور من المحاور الأربعة، وسيسهم تبني وتنفيذ هذه السياسات في الوصول للنتائج على ثلاثة مستويات، المرحلة الثانية "مرحلة الإتاحة" والتي تتمثل في الوصول للمخرجات الخاصة بكل محور من المحاور، المرحلة الثالثة "مرحلة التمكين" والتي من خلالها يتم الوصول للنتائج المرغوبة، أما المرحلة الرابعة "الرفاه" والتي تمثل الأثر.
وأوضحت الدعجة بانه تم تطوير منهجية للمتابعة والتقييم للإستراتيجية الوطنية للسكان، بحيث تسمح هذه المنهجية للمخططين وواضعي السياسات في المملكة الأردنية الهاشمية بتقييم مدى فاعلية الوسائل والطرق المستخدمة في تحديد وتعريف مدى التقدم في الوصول للأهداف، مما يسهم في تطوير واستدامة أثر تلك السياسات والبرامج وتبادل الخبرات بين مختلف القطاعات والمؤسسات.
بدوره، بين مدير وحدة الدراسات والسياسات في المجلس الأعلى للسكان علي المطلق أن المجلس يعتبر حاضنة لمشروع شير نت الاردن والذي يعتبر احدى منصات المعرفة التابعة لمؤسسة الشير نت العالمي في هولندا، والذي بدأ تنفيذه منذ عام 2016 ويستمر لنهاية عام 2024، ويهدف إلى دعم الابحاث المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية وربطها بالمتغيرات الأخرى بمشاركة المعنيين من الشركاء في القطاعات المختلفة، وإلى تسهيل بناء المعرفة ونشرها حول الصحة الجنسية والإنجابية وقضايا الحقوق الإنجابية سواء من خلال المشاركة عبر الإنترنت أو من خلال الاتصال غير الالكتروني، وإلى بناء قدرات الشركاء الرئيسيين على تحديد الفجوات المعرفية التي تم تحديدها على الصحة الجنسية والإنجابية وقضايا الحقوق الإنجابية في الأردن، واجراء مزيد من الدراسات والأبحاث النوعية فيما يخص مكون الصحة الجنسية والإنجابية، وتطوير قاعدة الابحاث السكانية لتصبح أكثر تفاعلية ليتم ربطها مستقبلاً بشكل مباشر مع مراكز الابحاث في المؤسسات الاكاديمية والبحثية، ومقدمي خدمات الصحة الإنجابية، مشيراً أن المجلس يعد أيضاً جهة الاتصال الوطنية مع مؤسسة الشير نت العالمية في هولندا لتنفيذ نشاطاتها في الاردن من خلال شركائه المحليين.