عقد المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع مركز المرأة في الأزمات طويلة الامد في جامعة غرب اسكتلندا وجامعة ادنبرة والشبكة العالمية للبحوث الصحية للاجئين يوم أمس الثلاثاء ندوة افتراضية بعنوان "الأرواح المهددة: العلاقة بين الهشاشة والنوع الاجتماعي في دول جنوب العالم"، بمشاركة ممثلين عن بنغلادش واوغندا وإيطاليا واليونان والنمسا، حيث أتاحت الندوة الفرصة لدراسة خصوصية اللاجئات في البيئات الهشة والتحديات التي يواجهنها من منظور النوع الاجتماعي.
وبينت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان د. عبلة عماوي خلال تقديمها لعرض حول "الأرواح المهددة: العلاقة بين الهشاشة والنوع الاجتماعي في دول جنوب العالم" أن العالم حالياً يشهد أعلى مستويات نزوح مسجلة، حيث أجُبر حوالي 79.5 مليون حول العالم للهجرة القسرية مع نهاية 2019، منهم 26 مليون لاجئ، و45.7 مليون نازح داخلياً، و4.2 مليون طالب لجوء حسب احصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما وأن البلدان الأكثر استضافة للاجئين هي تركيا (3.6 مليون) وكولومبيا (1.8 مليون) وباكستان (1.4 مليون) واوغندا (1.4 مليون) والمانيا (1.1 مليون)، وأن اكثر الدول إفرازاً للاجئين هي سوريا وفنزويلا وافغانستان وجنوب السودان وميانمار، داعية إلى التضامن مع البلدان التي تستضيف مستويات قياسية من اللاجئين خاصة نتيجة للآثار الناجمة عن فيروس كورونا والذي احدث أضراراً واسعة بالاقتصادات، ويهدد بزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة حيث تواجه النساء والفتيات مخاطر متزايدة بسبب النزوح وانهيار هياكل الحماية والدعم.
واستعرضت عماوي خلال الندوة تاريخ اللجوء إلى الأردن من مختلف الدول، وأبرز القوانين والمواثيق الدولية الخاصة باللاجئين، وحقوق اللاجئين على المستوى الدولي، مبينة أن أبرز حقوق اللاجئين تتمثل في عدم إعادتهم قسراً إلى أي بلد قد يتعرضون فيه للاضطهاد، وعلى المدى الأطول، تقديم المساعدة للاجئين من أجل إيجاد الحلول وذلك إما عن طريق العودة الطوعية إلى ديارهم أو اندماجهم في بلدان اللجوء أو إعادة توطينهم في بلدان ثالثة، بالإضافة إلى حق الحصول على الخدمات الأساسية ومنها التعليم والرعاية الصحية الأولية وتقديم خدمات مساعدة صحة الام والطفل، والرعاية النفسية وسبل العيش الكريم.
ولفتت عماوي إلى أن المجلس يعد عضواً نشطاً في شبكة أبحاث صحة اللاجئين العالمية والتي تأسست في عام 2019 في جامعة ادنبرة بالتعاون مع جامعة غرب اسكتلندا، حيث جاءت الشبكة استجابة للحاجة لمعالجة العواقب الصحية الخطيرة للنازحين الذين يجدون أنفسهم يعيشون كلاجئين بسبب الحروب وعدم الاستقرار السياسي وانتهاكات حقوق الانسان والعوامل البيئية، حيث تجمع الشبكة أكاديميين وواضعي سياسات وممارسين من جميع انحاء العالم لتلبية الاحتياجات الصحية للاجئين من خلال إعداد الأبحاث العلمية الممنهجة، وتطوير السياسات وعكسها كممارسات قابلة للتنفيذ على ارض الواقع.
وبينت أن المجلس يعمل حالياً على ثلاث أبحاث مهمة تتناول النساء والفتيات اللاجئات من منظور النوع الاجتماعي والتأثير المتزايد لفيروس كورونا على حياة اللاجئات نتيجة لنقص الموارد المالية وعدم قدرتهن على تغطية الاحتياجات الاساسية.
ومن جانبها، بينت عضو مجلس النواب الأردني ورئيسة ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة النائبة وفاء بني مصطفي خلال تقديمها لعرض حول "العنف السياسي ضد المرأة" إلى أن 44% من البرلمانيات بالعالم تلقين تهديدات بالقتل والاغتصاب وذلك وفقاً لاتحاد البرلماني الدولي، كما تواجه النساء التي تطالب بتعديل القوانين المتعلقة بحقوق المرأة ردود فعل وحملات تشويه لسمعتهن، مؤكدة على ضرورة أن تقوم الدول الأعضاء بالأمم المتحدة بوضع اتفاقيات دولية لمكافحة العنف ضد النساء، وتخصيص الميزانيات التي تدعم المشاركة السياسة للمرأة، وأن يكون هناك صندوق دولي خاص لمساعدة النساء في حالات معينة.
وبينت بني مصطفى أن ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة وبالتعاون مع المعهد الديموقراطي الوطني سيطلق خلال الفترة القادمة دليلاً حول العنف ضد المرأة في السياسة، والذي يوضح تعريف العنف السياسي وخصائص العنف ضد النساء في الساحة السياسية والعامة، واشكال العنف السياسي واثاره، والإجراءات الاحترازية للوقاية من هذا النوع من العنف.
واستضافت الندوة أيضًا اللاجئة السورية بيرفان احمد، والتي اعطت مثال للصمود بمشاركتها لقصتها الشخصية في اللجوء وتنقلها من سوريا للبنان وتركيا واليونان ثم المانيا، ومعاناة اللاجئات نتيجة لافتقار شبكات الدعم المعنوي لتمكنهن من اعادة بناء حياتهن في دول اللجوء.
يشار إلى أن مركز المرأة في الأزمات طويلة الامد والذي تم تطويره حديثاً في جامعة غرب اسكتلندا وانبثق من أبحاث التحديات العالمية التي أجرتها الجامعة بالتركيز على التحديات التي تواجهها النساء اللواتي يعانين من النزوح المطول.