يصادف اليوم الجمعة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، والذي يحتفل به بتاريخ 12 حزيران من كل عام، وجاء هذا العام تحت شعار "جائحة كوفيد-19: حماية الأطفال من عمل الأطفال الان أكثر من أي وقت مضى"، وبدء الاحتفال بهذا اليوم لأول مره في عام 2002 بهدف تركيز الاهتمام على مدى انتشار ظاهرة عمالة الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء عليها.
وأكدت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان د. عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بهذه المناسبة على أن عدد الأطفال العاملين في الأردن بلغ حوالي 76 ألف طفل، يشكلون ما نسبته 1.89% من مجمل الأطفال في الفئة العمرية (5-17 سنة)، أما عدد الأطفال الذين تنطبق عليهم معايير عمالة الأطفال فقد بلغ حوالي 70 ألف طفل، يشكلون ما نسبته 1.73% من مجمل الأطفال في الفئة العمرية (5-17سنة) وذلك بحسب احدث الاحصائيات التي وفرها المسح الوطني لعمل الأطفال 2016، مضيفة أن من بين عمالة الأطفال التي ينطبق عليها المعايير هناك حوالي 45 ألف طفل يعملون في الأعمال الخطرة، ويشكلون ما نسبته 1.11% من مجمل الأطفال في الفئة العمرية (5-17 سنة).
اما في مجال توزيع الأطفال العاملين حسب الجنس، أشارت مؤشرات المسح أن نسبة الأطفال الذكور بلغت 3.24% من مجمل الأطفال الذكور في الفئة العمرية (5-17 سنة)، مقابل 0.45% للإناث من مجمل الاناث في الفئة العمرية (5-17 سنة)، اما حسب الجنسية فقد بلغت النسبة بين الأطفال الاردنيين 1.75%، مقابل 3.22% بين الأطفال السوريين، و1.98% بين الأطفال من الجنسيات الأخرى، كما بين المسح أن 30.6% من الأطفال يقضون ساعة واحدة على الأقل في المساعدة في الاعمال المنزلية، وتوزعوا بما نسبته 47.3% ذكور و52.7% اناث، وبلغ معدل عدد ساعات المساعدة في اعمال المنزل (7.2 ساعة)، وكان عدد الساعات للإناث اعلى من الذكور (8.7 ساعة مقابل 6.4 ساعة).
وتشير قاعدة بيانات عمالة الأطفال لمنظمة اليونيسف للأعوام 2010-2018 إلى نسب عمالة الأطفال في الأردن بالمقارنة مع مختلف أقاليم العالم التي غطتها قاعدة البيانات، ففي حين لم تتجاوز النسبة 2% في الأردن، فقد بلغت في الشرق الأوسط وشمال افريقيا 5%، وبلغت في شرق وجنوب افريقيا 27%، وفي غرب ووسط افريقيا 31%.
ولفت المجلس الأعلى للسكان في البيان أن اهتمامه بهذا الموضوع يأتي كون احتفال هذا العام جاء في ظل ظروف غير مسبوقة فرضتها جائحة فيروس كورونا، وانه وبالرغم من الصورة الجيدة لوضع الأطفال في الأردن، الا أن وجود هذه الاعداد من عمالة الأطفال يعتبر من الأمور المقلقة، خاصة أن هذه المشكلة مرشحة للزيادة في ظل تداعيات جائحة كورونا، كما أن اعداد الأطفال العاملين في الفئة العمرية (5-17 سنة) لا تعبر عن العدد التراكمي لعدد الأطفال العاملين الذين ينتقلون من هذه الفئة العمرية إلى فئة الراشدين في سوق العمل، وهم يحملون مستويات متدنية من التعليم والمهارات، حيث يشير مسح العمالة والبطالة لعام 2019 إلى أن 51.5% من العاملين الأردنيين في سوق العمل بمستوى تعليم أساسي فاقل، ومن بينهم أيضا 2.3% من الاميين، مما يتطلب تعزيز استراتيجيات الحماية للأطفال من التسرب من الدراسة والانزلاق لسوق العمل.
ودعت منظمة العمل الدولية في منشورها الخاص باليوم العالمي لمناهضة عمل الأطفال 2020 الدول والمنظمات إلى التركيز على احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا أثناء إدارة الأزمات والتعافي منها، واقترحت عدة محاور كمجالات للعمل على انهاء عمل الأطفال بحلول عام 2025 والتي تتمثل بتعزيز الالتزام القانوني بالقضاء على عمل الأطفال، تعزيز العمل اللائق للبالغين والشباب في سن العمل القانوني، بناء وتوسيع أنظمة الحماية الاجتماعية، توسيع الوصول إلى التعليم العام المجاني الجيد كبديل منطقي لعمل الأطفال، حماية الأطفال في حالات الهشاشة والأزمات.
وأشار المجلس إلى انه وبالنظر إلى التدابير السليمة التي لجئت اليها الحكومات للحد من انتشار جائحة كورونا مثل عمليات الإغلاق والحجر الصحي وغيرها، فإنه من المتوقع أن يكون الاطفال في الاسر الفقيرة أو الهشة اقتصادياً أكثر تضرراً، وإن التأثير على بعضهم سيكون مدى الحياة، مبيناً أن الجائحة قد تهدد الإنجازات التي أحرزت في مجال تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وبالأخص المتعلقة في مجال الحد من عمالة الأطفال.