بدأت اليوم الثلاثاء فعاليات الورشة التدريبية حول ادماج البعد السكاني والنوع الاجتماعي في خطط البلديات، والتي ينفذها المجلس الأعلى للسكان بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وتستهدف مدراء وحدات التنمية في مجموعة من البلديات الأردنية المختارة.
وتتمثل أبرز أهداف الورشة التدريبية التي تستمر على مدار ثلاثة أيام، بإكساب المشاركين مهارات عملية لإدماج البعد السكاني والنوع الاجتماعي في خطط بلدياتهم، وربطها بأهداف التنمية المستدامة والتزامات مؤتمر السكان والتنمية، من أجل تحقيق العدالة في توفير الخدمات لأفراد المجتمع (مستوى البيئة الممكنة والمستوى المؤسسي)، من خلال تأهيل وبناء قدرات الفئات المستهدفة في مجال التخطيط الاستراتيجي المستجيب للبعد السكاني والنوع الاجتماعي واهداف التنمية المستدامة والمساواة بين الجنسين على المستوى المحلي، بالإضافة لإكساب المشاركين مهارات إعداد مقترحات المشاريع المجتمعية ذات الأثر السريع لتحقيق التخطيط المحلي والموازنات المراعية للبعد السكاني والنوع الاجتماعي.
وأكدت مديرة وحدة البرامج في المجلس الأعلى للسكان الدكتورة سوسن الدعجة أن هذه الورشة تأتي انطلاقاً من الدور الريادي الذي يلعبه المجلس وإيمانه بأهمية ربط القضايا السكانية بقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والنوع الاجتماعي على مستوى الوطني والمحلي، مبينة أن السكان ومعدل نموهم هو محور اهتمام جميع دول العالم، وقد ازداد هذا الاهتمام بزيادة انعكاساته على تحقيق أهداف ومؤشرات التنمية المستدامة لا سيما في القرن العشرين.
ولفتت الدعجة أن أهم الإشكاليات التي تواجه التنمية المستدامة تتمثل في، تحقيق الرفاه الانساني حيث أن استمرار ارتفاع معدلات النمو السكاني سيؤثر بدرجة كبيرة في التنمية المستدامة مستقبلاً، مبينة أن قضايا التحول الديموغرافي، كالتغير في التركيب العمري للسكان ومعدلات النمو السكاني، تعتبر من أهم القضايا التي تحظى باهتمام أي دولة تسعى إلى تحقيق الرفاه الاجتماعي لمواطنيها وتمكينهم من الحصول على مستلزمات العيش الكريم، الأمر الذي يؤدي إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية الشاملة، حيث تبلور اهتمام الاردن بتحقيق الرفاه لمواطنيها، من خلال ما جسدته محاور رؤية الأردن 2025، التي أرسى قواعدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم.
وأوضحت أن العلاقة بين السكان والتنمية هي علاقة تفاعلية، إذ يؤثر عدد سكان الدولة ومعدلات نموهم وخصائصهم السكانية والاقتصادية وتوزيعهم الجغرافي على إمكانات التنمية بشكل عام، وعلى فرص تحسين نوعية الحياة والحد من الفقر، مما يجعل من الصعب على العديد من الدول الخروج من الحلقة المفرغة، مبينة أن الزيادة السكانية تؤدي إلى ضعف التنمية وزيادة معدلات الفقر من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن البيئة التي تغيب فيها التنمية ويزداد فيها الفقر ترتفع فيها معدلات الزيادة السكانية.
ولفتت الدعجة انه ومنذ منتصف القرن الماضي، شهد الاردن تغيراتٍ جوهريةٍ في كافة الجوانب المجتمعية، وخاصة في الجوانب الديموغرافية التي كانت عرضة لتغيرات متسارعة في عناصر النمو السكاني، مما أدى إلى انتقال المجتمع السكاني في الأردن من مستويات الإنجاب المرتفعة إلى مستويات أقل ارتفاعا، وشكلت في مجموعها مؤشراُ نحو الاقتراب من الدخول في مرحلة الانتقال الديموغرافي وما يترتب على ذلك من "فرصة سكانية " تتميز بالانخفاض الجوهري في نسبة الأطفال دون سن 15 من السكان، وتزايدٍ كبيرٍ في نسبة السكان في الأعمار المنتجة، والتي من أهم شروطها استمرار الانخفاض في معدلات الإنجاب، وعدم تعرض المملكة لموجات هجرة جديدة.
ويتضمن البرنامج التدريبي للورشة عدة محاور ركزت بشكل أساسي على، مفهوم وأهمية إستراتيجية التفكير الاستراتيجي، من خلال تطوير عملية التفكير وارتباط عملية التفكير بالواقع وتعزيز أنماط التفكير واستمطار الأفكار وتعزيز أنماط السلوك الإيجابي المصاحب للتفكير، بالإضافة إلى التحليل الاستراتيجي المتضمن تحديد الاحتياجات (مشكلة، أو حاجة)، وتحليل وتحديد المشكلة / الغاية، ومنظومة سووت لتنفيذ التحليل الإستراتيجي، والاتجاه الاستراتيجي (مصفوفة الاتجاه الإستراتيجي (.
كما تتناول الورشة، التخطيط الاستراتيجي وبالتركيز على بناء الغاية والهدف والمبادرات وتحديد الأطر الزمنية والمسؤوليات، وإدارة الاستراتيجية التي شملت إدارة الموارد وإدارة الأفراد المتابعة وعمليات التقييم وقياس الأثر الإستراتيجي، إلى جانب موضوع الحاجة لمقترح المشروع وبناءه ومهارات كتابته.