بدأ المجلس الأعلى للسكان يوم اول أمس الخميس بتنفيذ سلسلة ورشات تعريفية لأعضاء وعضوات مجالس بلديات (ماحص الكبرى، عجلون الكبرى، مادبا الكبرى)، حول مشروع " الحكومة واللامركزية ومركزة النوع الاجتماعي في المجالس البلدية"، والذي ينفذه المجلس بالتعاون مع منظمة هيفوس وبدعم من وزارة الخارجية الهولندية.
وتتمثل أبرز أهداف المشروع والذي يستهدف بلديات (ماحص الكبرى، عجلون الكبرى، مادبا الكبرى) بتمكين النساء الممثلات الحاليات والممثلات المحتملات في المجالس البلدية وذلك بحلول عام 2020 من خلال تنمية المهارات القيادية وبناء القدرات على التواصل وإطر التخطيط والميزانية المراعية للنوع الاجتماعي والتوصيات المتعلقة بالسياسات والدعوة المجتمعية بشأن التمثيل المتساوي للمساهمة في تحقيق رؤية الأردن 2025 وغير ذلك من أولويات التنمية التي حددتها أهداف التنمية المستدامة 2030 والاستراتيجيات القطاعية الوطنية، كما وتتمثل أبرز النتائج المتوقعة من المشروع بإيجاد توجه ذهني إيجابي نحو تمكين المرأة سياسياً من قبل صناع القرار والسلطات المحلية والعامة والنساء.
ونُفذت يوم أول أمس الخميس أولى الورشات التعريفية بالمشروع لأعضاء مجلس بلدية مادبا، حيث أكدت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عماوي خلال الورشة على أهمية المشروع لتمكين النساء العضوات في المجالس البلدية المختارة للعب دور فاعل في إدماج المكون السكاني وأهداف التنمية المستدامة وقضايا المرأة والمساواة بين الجنسين في الخطط الاجتماعية والاقتصادية المحلية للبلدية، ودعم تمكين عضوات المجالس البلدية بعملية صنع القرار على المستوى المحلي.
ولفتت عماوي إلى أنه وفي ظل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد وتداعياته على كافة القطاعات في جميع دول العالم دون استثناء ومن بينها الأردن، قام المجلس بتنفيذ دراسة استطلاعية لاستطلاع آراء عضوات وأعضاء المجلس البلدي في البلديات الثلاث، لبيان تداعيات جائحة كورونا على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية على مستوى البلدية، وللوقوف على أثار الجائحة، وتحديد الأولويات والإجراءات المستقبلية للتقليل من أثار هذه الأزمة على مستوى البلدية، والأهم معرفة الدور الذي لعبته أو المفروض أن تلعبه المجالس البلدية في التصدي للأزمة بالتركيز على دور العضوات الإناث.
وبينت نتائج الدراسة الاستطلاعية أن الموروث الثقافي والعادات والتقاليد المجتمعية الذكورية أثر على لعب الادوار المهنية المناطة بالعضوات الاناث، مما أدى إلى ضعف في تأدية الأدوار التي اسندت للعضوات في المجلس البلدي خلال ادارة جائحة كورونا، رغم تمتعهن بمستويات تعليم مرتفعة وقبول مجتمعي، مما يتطلب صياغة عدد من التوصيات وعلى عدة مستويات لتعزيز دورهن المجتمعي وفي الحياة العامة والعمل البلدي.
ومن جانبه، بين رئيس بلدية مادبا الكبرى المهندس أحمد الأزايدة خلال الورشة تداعيات جائحة فيروس كورونا على محافظة مادبا، مؤكداً على اهمية التخطيط بعمل كل دائرة في البلدية لتستطيع السير بعملها بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وضرورة التعاون في هذا المجال حيث تفتقر البلديات لمخططات الرئيسية لنجاح العمل.
وبدورها، أشارت ممثلة منظمة هيفوس سمر جبران إلى أن هذا المشروع هو جزء من مشروع تمكين المرأة بالقيادة الممول من وزارة الخارجية الهولندية، مؤكدة على أهمية دور المجالس المحلية في تحديد احتياجات المجتمع كونها أقرب للناس، وضرورة مشاورة المجتمعات المحلية بجميع فئاتها لتكون الخطط المستقبلية أكثر حساسية للنوع الاجتماعي مع الاخذ بعين الاعتبار البعد السكاني.
وأكد المشاركين في الورشة خلال مداخلاتهم على ضرورة إعطاء دور أكبر للمجالس المحلية لتأدية الدور البلدي بشكل أفضل، وضرورة وجود نافذة استثمارية لدعم التمكين الاقتصادي والاجتماعي لبلدية مادبا، وتنفيذ منهج التوأمة بين البلديات الناجحة.
يشار إلى أن المجلس وبالتعاون منظمة هيفوس وبدعم من وزارة الخارجية الهولندية سيستكمل تنفيذ الورشات التعريفية لبلديتي (ماحص الكبرى، عجلون الكبرى) خلال الأيام القادمة.