يحتفل الأردن والعالم اليوم الخميس بيوم الصحة العالمي، والذي يصادف في السابع من نيسان من كل عام، ويرفع العالم هذا العام شعار " كوكبنا، صحّتنا"، وذلك في خضم جائحة فيروس كورونا وتلوّث الكوكب وزيادة الأمراض مثل السرطان والربو وأمراض القلب
ويأتي الاحتفال بهذا اليوم لهذا العام للتأكيد على ضرورة تركيز اهتمام العالم على الإجراءات العاجلة اللازم اتخاذها لصون صحّة البشر والكوكب، وتعزيز العمل من أجل إقامة مجتمعات تركّز على الرفاه.
وأكد المجلس الأعلى للسكان في بيان صحفي انه يولي هذه المناسبة اهتماماً خاصاً، لأن التلوث يعد من أكثر الأسباب المؤدية إلى تدهور التنوع البيولوجي، ويعود العامل المباشر لظهور التلوث إلى التأثير السلبي للإنسان على البيئة الحيوية للكائنات الحية، مما يؤدي إلى القضاء على التنوع البيولوجي فيها، بالإضافة إلى الهجرات التي تؤدي في أكثر الأوقات إلى أضرار بيئية إمّا قصيرة أو طويلة الأمد، كنتيجة للأعداد الكبيرة من اللاجئين، ممّا يؤثر على إمدادات المياه، أو قد يتسبب في أضرار الأراضي.
وتتسبّب الظواهر الجوية المتطرفة وتدهور الأراضي وندرة المياه في تشريد الناس وتؤثر على صحتهم، كما أن المواد المُلوّثة والبلاستيكية موجودة في قاع أعمق المحيطات وأعالي الجبال، وقد شقّت طريقها إلى سلسلتنا الغذائية، فالنظم التي تنتج أطعمة ومشروبات غير صحّية وعالية التجهيز تتسبب في زيادة انتشار ظاهرة السمنة وارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، وتسهم في الوقت نفسه في توليد ثلث انبعاثات غازات الدفيئة في العالم.
ولفت المجلس انه ومع أن جائحة فيروس كورونا أثبتت لنا قوة العلوم في العلاج، فقد أبرزت أيضاً أوجه عدم المساواة المنتشرة في العالم، كما كشفت عن مواطن ضعف في المجتمع بجميع ميادينه، وأكدت على الحاجة الملحة إلى إقامة "مجتمعات مستدامة تنعم بالرفاه" وملتزمة بتحقيق الإنصاف في مجال الصحّة في الحاضر والمستقبل للأجيال المقبلة دون تخطي الحدود الإيكولوجية، مبيناً أن التصميم الحالي للاقتصاد يتسبب في توزيع غير منصف للدخل والثروة والسلطة، ويترك أعداداً كبيرة جداً من الناس يعيشون في كنف الفقر وانعدام الاستقرار.
وبحسب المسح الخاص بدخل ونفقات الأسرة نفذته دائرة الإحصاءات العامة (2017-2018) ، وصلت نسبة الفقر المطلق بين الأردنيين إلى 15.7%، وتمثل 1.069 مليون أردني، فيما بلغت نسبة فقر الجوع (المدقع) في الأردن 0.12%، أي ما يعادل 7993 فردا أردنياً.
وأشار المجلس أن الأردن أحرز تقدماً بنسبة 11,2% في تقرير مؤشرات قياس الأداء البيئي العالمي 2020 (EPI: Environmental performance Index)، وهو وسيلة أساسية لتقييم السياسات البيئية العالمية ومدى فاعليتها في تحقيق أهداف الاستدامة العالمية، حيث يضم التقرير 180 دولة عالمياً تخضع لـ 32 مؤشر أداء ضمن 11 فئة، تغطي الصحة البيئية والتنوع البيولوجي للنظام البيئي، واحتل الاردن المركز 48 في ترتيب الدول العالم، وفي المركز الثالث على مستوى الدول العربية بعد الامارات العربية المتحدة والكويت، محققاً قفزة كبيرة مقارنة بالأعوام الماضية، حيث أحتل المرتبة 62 عالمياً و5 عربياً على المؤشر الأداء البيئي لعام 2018.
وللوصول إلى رفاه المجتمعات، أوصى المجلس بدعم الجهود للحد من هدر الرعاية الصحية، وتوفير أغذية محلية مزروعة بشكل مستدام وضمان اختيارات غذائية صحية، إلى جانب ضمان المياه النظيفة الآمنة في المرافق الصحية، ودعم شراء المنتجات الصديقة للبيئة التي يمكن إعادة تدويرها أو إعادة استخدامها بسهولة.