يشارك الأردن العالم اليوم الجمعة الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن، والذي يصادف بتاريخ الأول من تشرين اول من كل عام، وجاء هذا العام تحت شعار " المساواة الرقمية لجميع الاعمار"، بهدف التأكيد على الحاجة إلى تمكين المسنين من الوصول إلى العالم الرقمي والمشاركة الهادفة فيه.
وأكدت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بالمناسبة على أهمية هذا اليوم، ضمن اطار اهتمام المجلس الأعلى للسكان في البعد السكاني كمحور هام للتنمية في الاردن، وأن كبار السن شريحة سكانية هامة في المجتمع، ولهم الحق في العيش بكرامة في مرحلة الشيخوخة، وانهم يمتلكون المهارات والمعارف والخبرات، ومن المهم تمكينهم للاستمرار في المساهمة بالمجتمع بشكل فاعل، باعتبار ذلك انخراطاً في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لكبار السن (2018-2022)، والمسار الدولي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وخصوصاً الهدف العاشر منها، والذي ينص على تمكين وتعزيز الإدماج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للجميع بما فيهم كبار السن.
وأوضحت عماوي أن منظمة الصحة العالمية تُعرف كبار السن على انهم من بلغت أعمارهم 60 عاماً فأكثر، وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة كبار السن ستتضاعف من 12% عام 2015 إلى 22% في عام 2050، وأن 80% من هذه الفئة يعيشون في مناطق ذات الدخل المتوسط والمتدني، اما على المستوى العربي فقد بلغت نسبة كبار السن 6,6% لعام 2019، ومن المتوقع أن تصبح 9,3% بحلول عام 2030، وفي الأردن تم اعتماد من هم في سن 60 سنة فأكثر لتعريف كبار السن في الأردن حسب الاستراتيجية الوطنية لكبار السن (2018-2022) التي اعدها المجلس الوطني لشؤون الأسرة، وتشير تقديرات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2020 أن عدد كبار السن في الأردن بلغ 588109 نسمة (299450 ذكور ، 288659 إناث)، ويشكلون ما نسبته (5,4%) من مجمل سكان المملكة ، في حين بلغ عدد كبار السن الأردنيين (459286) نسمة ( 231428 ذكور، 227858 إناث)، ويشكلون ما نسبته (6,1%) من مجمل السكان الأردنيين.
وتشير الإسقاطات الوطنية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة إلى أن عدد كبار السن في الاردن (60 سنة فاكثر) سيرتفع وحسب السيناريو المتوسط إلى (929114) نسمة عام 2030 وإلى (1619076) نسمة عام 2050، وبما نسبته (7,7%، 13,5%) من إجمالي سكان المملكة على التوالي للسنوات 2030 و 2050.
و أشارت عماوي الى أن الأردن يولي هذه الشريحة أهمية كبيرة وفقاً للاستراتيجية الوطنية لكبار السن والتي يحتضنها المجلس الوطني لشؤون الأسرة للأعوام (2018-2022)، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية لكبار السن بقرار من رئاسة الوزراء بهدف رفع مستوى التنسيق بين أعضاء اللجنة والمؤسسات التي يمثلونها في تنفيذ مكونات الخطة التنفيذية للاستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن وتحديثها وتطويرها باستمرار، وكذلك المساهمة في تحسين واقع كبار السن في المجالات الاقتصادية والعلمية والصحية، والاجتماعية، والتنموية، والبيئية، والروحية، وتطويره بناءً، على المستجدات "الديموغرافية" في إطار منظومتنا القيمية والحضارية، وبالاستفادة من المعايير الدولية، ومؤخراً أقرت الحكومة صندوق لحماية كبار السن، والذي جاء تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية المحدثة لكبار السن وخطتها التنفيذية للأعوام (2018- 2022)، والتي تضمنت محاور وإجراءات وأولويات تهدف إلى حماية ووقاية فئة كبار السن في كافة الظروف وحقهم في التمتع بحياة كريمة ، وسيعمل الصندوق على شراء خدمات طبية وإيوائية متخصصة لكبار السن وخدمات تمريضية لتأمين الرعاية المنزلية لهم، وخدمات الإرشاد النفسي لهم، إضافة إلى تزويد المسنين بالمعدات البصرية والسمعية، وسيعمل على تغطية حملات التوعية والإرشاد الموجهة لقضايا المسنين، إضافة إلى أمكانية دعم لقاءات وحوارات بين الأجيال للاستفادة من خبرات كبار السن, وسيتم تحديد سقف مالي لدعم المسنين وقف أسس وشروط سيتم إقرارها.
وأكدت عماوي انه وبالرغم من الدور الذي يلعبه كبار السن كقادة واوصياء، فانهم عرضة لمواجهة تحديات خاصة بهم، فقد بين المجلس الوطني لشؤون الاسرة خلال ندوة عن الأثر الاقتصادي لجائحة كورونا على كبار السن عام 2020 أن عدم المام الكثير من كبار السن بالتكنولوجيا يحد من قدراتهم للعمل عن بعد، وبالتالي جعلهم عرضة لفقد وظائفهم خلال الجائحة التي مر ولا يزال يمر بها العالم، وأن هذا التحدي بذاته هو الشعار الذي رفعه اليوم العالمي لكبار السن، مبينة انه وبحسب مسح انتشار واستخدام الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المعد من قبل وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة عام 2018 فإن 3,8% فقط من كبار السن يستخدمون الحاسوب، كما وربط التقرير استخدام الحاسوب بالمستوى التعليمي للأفراد، وعند النظر للمستوى التعليمي لكبار السن الأردنيين وحسب دائرة الإحصاءات العامة نجد في مسح العمالة والبطالة لعام 2020 أن الامية كانت النسبة الأكبر بواقع 23,3% من باقي المستويات التعليمية، ولكن هذا الحال يتغير بناء على الجنس، فبالرغم من أن الامية كانت أكثر انتشاراً بين الاناث كبيرات السن بنسبة 36,2%، الا أن الحال مختلف للذكور حيث كانت نسبة الامية بين الذكور كبار السن 10%، وهي رابع اعلى نسبة للمستوى التعليمي الذي وصل اليه كبار السن، حيث كان المستوى الاعدادي الأكثر انتشاراً بينهم بنسبة 26,8% يليه "البكالوريوس فأعلى" بنسبة 23% ثم الابتدائي بنسبة 14%.
ولفتت عماوي إلى أن الأردن شهد زيادة كبيرة في متوسط العمر المتوقع عند الولادة منذ عام 1961 حسب التقارير الإحصائية الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة، فقد بلغ عدد السنوات المضافة إلى العمر المتوقع 19.3 سنة (من 54 سنة في عام 1961 إلى 73.3 سنة في عام 2019)، ونجمت هذه الزيادة بسبب التحسن الملحوظ في الظروف المعيشية والصحية للسكان، مما انعكس بشكل إيجابي على فرص البقاء على قيد الحياة، مما يتطلب ذلك إعادة النظر في تعريف شريحة كبار السن وطنياً بما يضمن أن توظف هذه السنوات الإضافية كسنوات إنتاج في التشريعات والإستراتيجيات والسياسات الوطنية.
واوصى المجلس الأعلى للسكان بالاستمرار في إصدار التقارير التي تبين حال كبار السن، ومتابعة تنفيذ وثيقة الاستراتيجية الوطنية الأردنية لكبار السن للأعوام (2018-2022)، بالإضافة إلى تقييم الأنشطة المتضمنة في الخطة التنفيذية للاستراتيجية، والذي يبرز الإنجازات والمعيقات التي تواجه المؤسسات في تقديم الخدمات لهذه الفئة، مبيناً اهمية تعزيز الخدمات الصحية والوقاية من الأمراض، وتوفير التكنولوجيا الملائمة والتأهيل، وذلك عن طريق تدريب الموظفين في مجال رعاية كبار السن، والتوعية بأهمية الرعاية الوقائية والعلاجية لكبار السن.