يصادف اليوم الأربعاء الاحتفال باليوم العالمي للشباب، والذي يصادف بتاريخ 12 آب من كل عام"، و جاء هذا العام تحت شعار “اشراك الشباب في الجهود الدولية"، بهدف تسليط الضوء على الحاجة لتفعيل مشاركتهم من خلال جعل المؤسسات المحلية والوطنية والعالمية أكثر شمولاً، وذلك من أجل تعزيز قدرات الشباب لتحقيق برنامج العمل العالمي.
كما ويهدف هذا اليوم بشكل خاص إلى تسليط الضوء على الطرق التي تثري بها مشاركة الشباب بمختلف المستويات (المحلية والوطنية والعالمية) المؤسسات والعمليات الوطنية ومتعددة الأطراف، إلى جانب استخلاص الدروس من كيف يمكن تعزيز تمثيلهم ومشاركتهم في السياسات المؤسسية الرسمية بشكل كبير.
وأكدت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بالمناسبة على أن الشباب في الأردن يواجهون العديد من التحديات والتي من ابرزها ارتفاع معدلات البطالة والتي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغت (40.6%) بين الشباب الأردنيين في الفئة العمرية (15-24 سنة) بحسب مسح القوى العاملة الذي نفذته دائرة الإحصاءات العامة عام 2019، وما يرفع من حدة هذه التحديات الفروق بين الجنسين في معدلات البطالة بين الشباب والشابات، اذ وصلت معدلات البطالة بين الشابات الاناث إلى (59%) مقابل (36.4%) بين الشباب الذكور، وفي حين أن معدل المشاركة الاقتصادية المنقح للشابات لم يتجاوز (1%)، فقد بلغ بين الشباب الذكور(35.9%)، مضيفة أن من التحديات أيضاً ضعف مشاركتهم المدنية، حيث أن نسبة ضئيلة منهم أعضاء في مجموعات مدنية رسمية (2.7٪ في جمعية خيرية و 2.3٪ في منظمة شبابية أو ثقافية أو رياضية)، وذلك حسب دراسة استعراض رفاه الشباب في الأردن التي أعدتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2018.
ولفتت عماوي أن التركيز على هذا اليوم يأتي ضمن إطار اهتمامه في استثمار مرحلة التحول الديموغرافي التي يمر بها الأردن، مبينةً انه وحسب التقديرات السكانية للشباب (كما عرفتهما الاستراتيجية الوطنية للشباب من (12-30) سنة) فقد بلغ عدد الشباب الأردنيين في هذا العام حوالي (2.6 مليون نسمة) وبنسبة 36%، ومن المتوقع أن يصل العدد إلى حوالي (2.9 مليون نسمة) عام 2030 وحوالي 3 ملايين عام 2040، كما من المتوقع أن ينخفض العدد إلى اقل من 3 ملايين عام 2050 وبنسبة تصل إلى 28% من السكان الأردنيين، حيث يتجه التركيب العمري للسكان في ذلك الوقت إلى الزيادة في نسبة كبار السن.
وأشار المجلس الأعلى للسكان في البيان أن الاهتمام بالشباب يحتل منزلة رفيعة على جدول الاعمال السياسي في الأردن، حيث أكدت عليه ورقة النقاش السادسة التي أعدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، إلى جانب دور الاردن القيادي في اعتماد قرار الامم المتحدة رقم 2250 بشأن "الشباب والسلم والأمن"، وهو استكمال للجهود الأردنية التي بدأها الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، خلال رئاسته جلسة النقاش المفتوحة في مجلس الأمن حول " دور الشباب في مجابهة التطرف والعنف وتعزيز السلام"، مبينة أن القرار يهدف إلى تعزيز مشاركة الشباب في هذين المجالين وتمهيد الطريق لهذه الفئة ليكون لهم مشاركة أكبر في عمليات صنع القرار على كافة المستويات وفي دعمهم وبناء قدراتهم لأخذ زمام المبادرة والمشاركة في رسم حاضرهم ومستقبلهم.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة نوهت حسب منشورها للاحتفال بهذا اليوم إلى أن احتفال هذا العام يأتي في ظل ظروف تضاءلت فيها الثقة في المؤسسات العامة، وقد تبقى عشر سنوات لتحويل الخطة العالمية للتنمية المستدامة 2030 إلى حقيقة واقعة للجميع، فعلى الصعيد الدولي يعاني النظام الدولي للحوكمة حالياً من أزمة تحتاج إلى تعزيز قدرة النظام الدولي على العمل بشكل متضافر وتنفيذ حلول للتحديات والتهديدات الملحة مثل الصراعات المعاصرة وحالات الطوارئ الإنسانية وكذلك التحديات العالمية، مثل تفشي جائحة فيروس كورونا COVID-19 وتغير المناخ، وعلى الطرف الاخر في السياقات المحلية ما زال الشباب يفتقرون للمشاركة والتمكين في مختلف العمليات، ويعد تمثيلهم ناقصاً في العمليات السياسية المؤسسية، كما هو موثق من انخفاض معدلات النشاط الانتخابي والمشاركة السياسية والمشاركة البرلمانية، حيث انه وعلى الرغم من أنهم يشكلون أكثر من نصف سكان العالم، إلا أن حوالي 2% فقط من البرلمانيين الوطنيين هم دون سن 30 عاماً، وفي الوقت نفسه فإن المجموعات العمرية الأكبر سناً ممثلة تمثيلاً زائداً داخل المؤسسات السياسية.
يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت في قرارها 120/54 عام 1999 إعلان تاريخ 12 آب من كل عام بوصفه يوماً دوليا للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدورهم كشركاء أساسيين في التغيير، فضلاً عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجههم في كل أنحاء العالم، وقد بدء الاحتفال بهذا اليوم لأول مره عام 2000.