تجاوز عدد سكان كوكبنا ثماني مليارات شخص، جاءت ثلاث مليارات منها في آخر 36 سنة، أي بمتوسط مليار كل 12 سنة. ويتجه سكان العالم نحو بلوغ مليارهم التاسع الذي سيحصل في غضون 12 سنة من اليوم.
نعرف أن عالمنا منقسم سياسياً واقتصادياً وثقافياً، ولكن ما هي أوجه وجوانب انقسامه ديموغرافياً؟
أولاً: يعيش 84% من سكان كوكب الأرض في البلدان النامية، والباقي (16% فقط) في البلدان المتقدمة. وأصبحت الهند أكثر دول العالم سكاناً وتأتي الصين في المرتبة الثانية بإجمالي يبلغ نحو 3 مليارات لتشكلان معاً نحو 38% من سكان العالم.
ثانياً: يبلغ معدل المواليد في الدول النامية ضعف ما هو عليه في الدول المتقدمة (18 مولود مقابل 9 مواليد لكل ألف نسمة).
ثالثاً: إن الزيادة السنوية الأخيرة التي حصلت في سكان العالم والتي بلغت 72 مليون كانت كلها في الدول النامية، بينما تناقص سكان الدول المتقدمة إلا من استقبل منها مهاجرين من دول نامية، لأن معدل الوفيات في الدول المتقدمة يفوق معدل المواليد: 12 وفاة مقابل 9 ولادات لكل ألف نسمة من السكان، أي أن كل ألف نسمة من السكان يفقدون 12 شخص بالوفاة خلال السنة بينما يضاف لهم 9 مواليد خلال السنة؛ بينما الإحصاءات المناظرة في الدول النامية هي 8 وفيات مقابل 18 مولود سنوياً لكل ألف نسمة من السكان.
رابعاً: تتفوق نسبة كبار السن (65+ سنة) على نسبة الأطفال دون سن 15 سنة بين سكان الدول المتقدمة، إذ تبلغ نسبة كبار السن 20% مقابل نسبة أطفال تبلغ 16%؛ ولكن العكس نجده في الدول النامية حيث تتفوق نسبة الأطفال على نسبة كبار السن بصورة ملحوظة فهي 27% مقابل 8%.
وأخيراً، قد يقول البعض، ما لنا وما يطرأ على سكان العالم من زيادة، وهل هذا يهمنا؟ الجواب نعم، لأننا نشترك مع بقية سكان العالم في الغلاف الهوائي للأرض وفي الاحترار البيئي وفي التغير المناخي، فننتج معهم الأكسجين الذي نستنشق وأياهم، ونرسل معهم للجو ثاني أكسيد الكربون وغيره من الانبعاثات أيضاً. كما نشترك مع بقية العالم في مستوى الأسعار التي ندفعها لقاء ما نستهلك من سلع خاصة السلع الأساسية التي نستوردها كمصادر الطاقة والحبوب والزيوت. ولا يخفى علينا التأثيرات العديدة التي تسببها الزيادات في سكان العالم على النواحي المشتركة التي ذكرنا بعضاً منها.