يحتفل الأردن والعالم اليوم السبت باليوم العالمي للإعلام الإنمائي، والذي يصادف بتاريخ 24 تشرين اول من كل عام، ويهدف للفت انتباه الرأي العام العالمي لقضايا التنمية، والحاجة إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل حلها، وتحسين نشر المعلومات وتعبئة الراي العام بالأخص بين الشباب لزيادة التوعية بمشاكل التنمية في المجتمعات.
وأكدت الامينة العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي خاص بالمناسبة على أن الاعلام التنموي مهم وضروري لدعم مسيرة التنمية في المجتمع من خلال تسليط الضوء على القضايا التنموية، بما يسهم في كسب تأييد صناع القرار ورفع وعي المجتمع تجاه هذه القضايا، الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذ إجراءات وقرارات مهمة في هذا المجال تساعد في تحسين مستوى معيشة المواطنين.
ولفتت أن الأردن شهد في آخر عقدين، تطورات سكانية وتنموية سريعة، إلى جانب ما يمكن أن تؤدي به مرحلة الفرصة السكانية المتوقع بلوغ ذروتها عام 2040 حسب نتائج الاسقاطات والتقديرات السكانية من تحولات اجتماعية واقتصادية عميقة قد تترك آثاراً إيجابية أو سلبية وفق الاستجابة الرسمية والمجتمعية لها، الأمر الذي يؤكد أهمية تعزيز دور الاعلام التنموي في خدمة الرؤى والاهداف والسياسات والبرامج السكانية والتنموية الوطنية، وتحقيق اهداف التنمية المستدامة 2030 لما لها من دور بالغ الأهمية في تحقيق التقدم بمختلف المجالات والمستويات.
وأشارت إلى أن الاعلام التنموي وبالرغم من الاهتمام المتزايد به، الا أن الجهود الإعلامية في هذا المجال لا تزال غير كافية بالقدر الذي يمكنه من تعزيز اتجاهات وسلوكيات أفراد المجتمع نحو بناء ثقافة داعمة للقضايا السكانية والتنموية، خاصة وأن الأردن يواجه عدة تحديات في هذا الاطار أبرزها الهجرات القسرية واللجوء، وازدياد معدلات البطالة بين الشباب، وتدني مشاركة المرأة الاقتصادية، فضلاً عن التحديات التي نتجت عن جائحة فيروس كورونا والتي من شأنها أن تهدد الإنجازات المتحققة في مختلف المجالات والقطاعات بالأخص التنموية منها.
وبينت عماوي أن المجلس وفي اطار اهتمامه بالتعرف على مستوى اهتمام الوسائل الإعلامية الاردنية بالقضايا السكانية والتنموية، فإنه يعمل حالياً على إعداد دراسة تحليلية شاملة لقضايا السكان والتنمية في وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، بهدف التعرف على مستوى اهتمام هذه الوسائل بقضايا السكان والتنمية والفرصة السكانية والصحة الجنسية والانجابية، وحجم المواد الإعلامية الداعمة المنشورة وطبيعتها، والمساحة المخصصة للمحتوى الإعلامي والزمن المخصص للمحتوى ونوعية القضايا التي تم تغطيتها من منظور النوع الاجتماعي، وذلك إلى جانب تنفيذه للعديد من الأنشطة والمبادرات الإعلامية الهادفة لدعم هذه القضايا، وعقد ورش توعوية للإعلاميين في هذه المجالات، وذلك بغرض تعزيز معلوماتهم وقدرتهم وكفاءتهم في مساندة هذه القضايا اعلامياً.
وأشادت عماوي بجهود الإعلاميين الداعمين للقضايا السكانية والتنموية من مختلف الوسائل الإعلامية باعتبارهم شريك أساسي، لدورهم الفاعل والمؤثر في مساندة القضايا التي يعمل عليها المجلس مثل قضايا الشباب، وتمكين المرأة، وادماج البعد السكاني في الخطط الوطنية والمحلية، وسياسات استثمار وتحقيق الفرصة السكانية، إلى جانب القضايا الوطنية الراهنة كانتشار جائحة فيروس كورونا وتأثيراتها على مختلف القطاعات حيث قام المجلس وبالتعاون مع الإعلاميين بنشر البيانات الصحفية حول التقارير والسيناريوهات المتوقعة التي اعدها المجلس لتأثيرات ومدى انتشار هذه الجائحة، والتي تساهم في مساعدة صناع القرار في وضع الخطط الاستراتيجية الملائمة لمواجهة تداعياتها.
ولفت المجلس الأعلى للسكان في البيان أن اعداده للاستراتيجية الوطنية للإعلام السكاني (2018-2022) والتي تم اطلاقها سابقاً وتم وضع خطة تنفيذيه لها بالتعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية ذات العلاقة، جاء ادراكاً منه بأهمية الحاجة لزيادة مساهمة الإعلام في دعم القضايا السكانية والتنموية، وما يتطلب ذلك من دعم توفير سياسات ملائمة للتركيبة السكانية وتغيراتها وانعكاساتها على الاحتياجات في المجالات التنموية المختلفة.
وأكد المجلس على أن تعزيز دور الاعلام التنموي في المجتمع يتطلب توفير وسائل إعلام واتصال متطورة ومختلفة يمكن من خلالها تعريف الناس بحقيقة مشاكلهم ونقل أفكارهم لتحقيق التطوير المنشود، وتوزيع وسائل الإعلام المتعلقة بالتنمية بشكل جغرافي يتناسب مع مساحة البلد بحيث تشمل كل المناطق والنواحي والقرى ذات الكثافة السكانية العالية، والتنسيق ما بين توجهات الدولة التنموية ومؤسسات الإعلام لوضع الخطط والبرامج المشتركة لتحقيق الأهداف المطلوبة، وإبراز فلسفة التنمية وتوجهاتها وخاصة التنمية المستدامة، واستخدام أدوات البحث العلمي لزيادة المقدرات الإعلامية على التحليل والاستقراء، إلى جانب اهمية الاستفادة من العلم والتكنولوجيا الإعلامية والثورة التقنية لبناء قاعدة معلومات وتحليلات يستفاد منها في وضع استراتيجيات وتحليل السياسات.
وعلى المستوى العالمي، فإن اغلب الدول تؤكد على ضرورة تعزيز الاعلام التنموي في المجتمعات والذي يعد عنصراً اساسياً لتقدمها وتطورها، حيث تحاول هذه الدول توفير كل السبل والوسائل الداعمة للقضايا التنموية بما فيها الجانب الإعلامي للوصول لتحقيق الأهداف المبتغاه للتطوير بمختلف المجالات.