يوم المرور العالمي

يمكن القول أن معدل حوادث المرور ومعدل خطورتها مستقران في الأردن، ولكن عدد الحوادث سيزداد وستشتد الازدحامات المرورية لأربعة أسباب هي:
الزيادة السريعة في عدد السكان، إذ ازداد عددهم بستة ملايين شخص خلال العقدين الماضيين ليبلغوا (11.4) مليون حالياً.
مساهمة التركيب العمري الفتي للسكان، إن 4.6 مليون منهم أعمارهم دون سن 18 سنة، ومن المرجح أن يمتلك نصف الذين أعمارهم 10-19 سنة (عددهم 2.32 مليون) مركبة لأول مرة خلال السنوات الثمانية القادمة 2023-2030.
إن 92% من السكان وبالتالي السائقين والمركبات يتركزون في المحافظات الثمانية في وسط وشمال المملكة.
استمرار اتخاذ قرارات بتغيير استعمال كثير من الشوارع بالسماح بقيام متاجر متنوعة عليها.
يصادف الرابع من أيار من كل عام الاحتفال بيوم المرور العالمي، تعبيراً عن اهتمام العالم بأسره بحوادث المرور وما يتصل بها من آلام وعواقب وخسائر وأضرار على مستوى الأفراد والأسر والمجتمعات المحلية والدول.

يحظى هذا اليوم بعناية خاصة من المجلس الأعلى للسكان لأن حوادث المرور تتسبب بوفيات بين السكان من كافة الشرائح العمرية وبإصابات جسدية ترافقها إعاقات واعتلالات صحية مؤقتة ودائمة يتبعها عواقب تستمر لسنوات طويلة من حياة المصابين، ونفقد بذلك سنوات من الحياة المعافاة والنشطة إقتصادياً. إن الحوادث المختلفة ومنها حوادث المرور هي السبب الثالث للوفيات في الأردن بعد أمراض الدورة الدموية والسرطان.

تعمل إدارة السير والمعهد المروري في الأردن على تعزيز الثقافة المرورية بين المواطنين وتشديد الضبط والرقابة على الالتزام بالقواعد المرورية لحماية الأرواح والممتلكات، وهذه أمور بالغة الأهمية وحققت تحسناً كبيراً في الأمن المروري الأردني. إن توجيه المخالفات المرورية إلى الأسباب الرئيسية الخمسة المسؤولة عن الحوادث قبل حدوثها سيحقق مزيدأ من النتائج الإيجابية المرجوة. وحددت خطة التنمية المستدامة، غاية طموحة تقضي بخفض عدد الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور في العالم إلى النصف بحلول عام 2030، ويبقى رفع مستوى السلامة المرورية وخفض خطورة الحوادث من أكبر التحديات التي تواجه جميع دول العالم .

حقائق مرورية عن الأردن

شهد الأردن خلال السنوات 2017-2021 زيادة كبيرة في اعداد المركبات، فارتفع عدد المركبات المسجلة من نحو 1.58 مليون مركبة عام 2017 إلى نحو 1.80 مليون مركبة عام 2021 بمعدل مركبة واحدة لكل 6 اشخاص، بزيادة سنوية في اعداد المركبات بلغت (3.2%) للخمس سنوات الأخيرة.
الأردن ذو تركيب سكاني فتي إذ تبلغ نسبة الأطفال فيه ممن تقل أعمارهم عن 18 سنة حوالي 40% من اجمالي السكان، وهم بذلك يمثلون قوة دافعة لمزيد من النمو السنوي في أعداد المركبات والسائقين في السنوات القادمة مع اقتراب بلوغهم السن القانونية لقيادة المركبات. مع الاخذ بالاعتبار أيضا التوزيع الجغرافي غير المتوازن للسكان، حيث يقطن حوالي 92% من السكان في الأجزاء الشمالية الغربية للمملكة التي تشهد تزايداً سريعاً في الازدحامات المرورية.
رافق الزيادة في عدد المركبات وعدد السكان ارتفاع في عدد الحوادث المرورية في الأردن، حيث وقع عام 2021 ( 160600 حادث) منها 11241 حادث نتج عنها إصابات بشرية، كما ارتفعت حوادث الإصابات البشرية من 10446 حادث عام 2017 إلى 11241 عام 2021 ( شكل 1) بمعدل حوادث يومي بلغ نحو 31 حادث لعام2021، بتكلفة مالية بلغت 320 مليون دينار عام 2021 مقارنة ب 308 مليون عام 2017 .
بلغ معدل الوفيات نتيجة لحوادث المرور لكل 100 ألف نسمة 5.3 ، ومعدل الجرحى لكل 100 ألف نسمة 158.1.
بقي معدل خطورة الحوادث ( عدد الوفيات والجرحى منسوباً إلى عدد الحوادث) ثابتاً نسبياً خلال الأعوام 2017-2021 عند حوالي 0.113 ، إلا أنه ارتفع قليلاً مقارنة بعام 2020 (عام الجائحة) والذي كان قد بلغ 0.107 .
يمكن تحقيق مزيد من الانخفاض في معدل خطورة حوادث المرور في الأردن بتوجيه الرقابة والمخالفات المرورية نحو الأسباب الرئيسية للحوادث حيث يعود 45% من إجمالي الحوادث في عام 2021 لثلاثة أسباب هي: مخالفة المسارب 25.2%، ومخالفة الأولويات 10.6 % والتتابع القريب 8.8%. ولذا نوصي بنشر بيانات عن المخالفات المرورية موزعة حسب سبب الحوادث، كي يتمكن محللو البيانات من إيجاد مدى العلاقة بين أسباب المخالفات وأسباب الحوادث.
يعتبر الانسان المسبب الرئيسي للحوادث المرورية حيث ساهم بوقوع ما نسبته 96.7% من مجموع حوادث الاصابات في حين شكلت الطرق 2.6% والمركبة 0.7% من مجموع حوادث الإصابات لعام 2021.
من المتوقع أن يرتفع عدد المركبات في الأردن إلى 2.3 مليون مركبة بحلول عام 2030 ، مما يستدعي تخصيص موارد مالية كبيرة لزيادة أطوال شبكات الطرق والسلامة المرورية، علماً بأن قطاع النقل يستهلك حوالي 47% من اجمالي الطلب على الطاقة في الأردن، ومن المتوقع أن تصل كلف مشاريع النقل في نهاية عام 2027 إلى أكثر من 500 مليون دينار أردني، ومعظمها مشاريع مرتبطة بشبكات الطرق وخدمات نقل الركاب.


شكلت الفئة العمرية من 18الى 35 عاماً الفئة الأكثر تضرراً من الحوادث المرورية، ومن السائقين الأكثر اشتراكا بحوادث الإصابات البشرية حيث شكلت ما نسبته 47.7% من مجموع المصابين (جرحى+وفيات) في الحوادث المرورية وعلى اختلاف حدة الإصابة ( شكل 2) و 44.4% من مجموع السائقين المشتركين بحوادث الإصابات البشرية لعام 2021.

 

حقائق رئيسية عالميا:

إن 90% من الوفيات الناجمة عن حوادث المرور في العالم تقع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل ، على الرغم من أنها لا تحظى إلا بنحو 45% من المركبات الموجودة في العالم.
يلقى نحو 1.3 مليون شخص سنوياً حتفهم نتيجة لحوادث المرور، أي بمعدل أكثر من وفاتين كل دقيقة.
تقدّر منظمة الصحة العالمية أن حوادث الطرق ستتسبب في 13 مليون حالة وفاة و 500 مليون إصابة حول العالم بحلول عام 2030 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة.
تمثّل الإصابات الناجمة عن حوادث المرور السبب الأول لوفاة الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 29 عاماً على مستوى العالم.
نصف الأشخاص تقريباً الذين يتوفون على طرق العالم يكونون من المشاة وراكبي الدراجات الهوائية والنارية.
تُكلف حوادث المرور في معظم البلدان 3% من الناتج المحلي الإجمالي. حيث تتسبّب الإصابات الناجمة عن حوادث المرور في خسائر اقتصادية فادحة للأفراد وأسرهم وللبلدان بأسرها. وتنجم هذه الخسائر عن تكلفة العلاج وكذلك فقدان إنتاجية الأشخاص الذين يلقون حتفهم أو يُصابون بالعجز بسبب إصاباتهم، وأفراد الأسرة الذين يضطرون إلى التغيّب عن العمل أو المدرسة لرعاية المصابين.
النرويج أقل دولة في معدل الوفيات نتيجة حوادث المرور لكل 100 ألف نسمة حيث بلغ المعدل 1.5.